يرغب حوالي 70٪ من المدخنين في الإقلاع عن التدخين، وحوالي 40٪ يحاولون القيام بذلك كل عام. ومع ذلك، فإن نسبة صغيرة جدًا تنجح في ذلك (حوالي 6٪). غالبًا ما يتطلب الإقلاع عن التدخين محاولات متعددة والكثير من الإرادة للتغلب على الرغبة الشديدة وأعراض الانسحاب المُزعجة. 

السبب الرئيسي وراء صعوبة الإقلاع عن التدخين هو أن النيكوتين يسبب الإدمان الجسدي. يمنحك النيكوتين الموجود داخل السجائر درجة عالية من الإدمان المؤقت. يمكن أن يزيد من سرعتك، ويجعلك تشعر بمزيد من اليقظة والتركيز والسعادة؛ لذا يمكن أن يتسبب الإقلاع عن التدخين في إصابة جسمك بالرغبة الشديدة في التدخين وتشكو من أعراض الانسحاب الجسدي مثل الصداع والتعب وصعوبة التركيز والغثيان.

غالبًا ما يقع المدخنون في فعل التدخين كعادة يومية. قد يكون من التلقائي أن تدخن سيجارة بعد قهوة الصباح أو بعد العشاء، أو أن تدخن مع مدخنين آخرين أثناء ساعات العمل. يمكن أن يكون التدخين وسيلة للتعامل مع التوتر أو الإرهاق أو حتى الملل. قد يصبح التدخين أمرًا معتادًا بالنسبة لك لدرجة أنه من أجل الإقلاع عن التدخين، لا يتعين عليك فقط التعامل مع الإدمان الجسدي للنيكوتين، ولكن أيضًا التخلص من تلك العادة غير الصحية.

كلما طالت مدة التدخين، كلما أصبح ذلك جزءًا من روتينك اليومي وأسلوب حياتك. قد يجعل هذا من الصعب التخلص من هذه العادة، حيث لا يتعين عليك الإقلاع عن التدخين فحسب، بل يتعين عليك أيضًا تغيير الطريقة التي يعمل بها روتينك اليومي. لقد وجد أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 30 محاولة للإقلاع عن التدخين، لذلك كلما بدأت في التفكير في الإقلاع مبكرًا ، كان ذلك أفضل. 

من المهم أن تتذكر أن الدواء وحده لن يجعلك تتخلى عن هذه العادة. يجب أن تكون في إطار عقلي إيجابي وإجراء تغييرات على نمط حياتك للمساعدة في دعم قرارك بالتوقف عن التدخين. 

قد يكون الإقلاع عن التدخين صعبًا للغاية بالنسبة لبعض الأشخاص  ولكن الخبر السار هو أن هناك العديد من الأساليب والأدوية المختلفة التي يمكن أن تساعدك.

تقدم أقراص الاستحلاب وأجهزة الاستنشاق وبخاخات الأنف مساعدة كبيرة. يطلقون النيكوتين في جسمك ولكن بدون القطران والمواد الكيميائية السامة التي تأتي مع السجائر. هذا يقلل من الرغبة الشديدة لديك وأعراض الانسحاب.

يوجد أدوية فعالة للغاية في مساعدتك على الإقلاع عن التدخين. على عكس العلاج ببدائل النيكوتين، فهي لا تحتوي على النيكوتين، ولكنها تؤثر على رد فعل المخ تجاه النيكوتين؛ مما يقلل من الرغبة الشديدة في التدخين ويقلل من تأثير أعراض الانسحاب.

يمكن أن يساعد النشاط البدني في تقليل الرغبة الشديدة في التدخين وتخفيف أعراض الانسحاب، وذلك لأن الرياضة تطلق الإندورفين (هرمونات المُتعة). تلك الهرمونات تجعلك تشعر بالراحة وتقلل من التوتر وتمنحك قوة الإرادة لمقاومة السجائر.

قد يمنحك اكتشاف العديد من الآثار الضارة للتدخين هذا الحافز الذي تحتاجه للإقلاع عن التدخين. فيما يلي بعض الأمثلة فقط:

• ما يقرب من نصف المدخنين المزمنين يموتون من حالة مرتبطة بالتدخين.

• التدخين هو أكبر سبب للسرطان في العالم.

• المدخنون الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة هم أكثر عرضةً للإصابة بنوبة قلبية بخمس مرات من غير المدخنين.